التضخم المالي

ما هو التضخم المالي

محمد كاظم

3/29/20251 دقيقة قراءة

ما هو التضخم؟

التضخم هو معدل الزيادة في المستوى العام لأسعار السلع والخدمات، مما يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للعملة. يُعبَّر عنه عادةً كنسبة مئوية سنوية تشير إلى مدى ارتفاع الأسعار خلال فترة زمنية محددة. على سبيل المثال، إذا كان معدل التضخم 2%، فهذا يعني أن الأسعار ارتفعت بمتوسط 2% خلال العام الماضي.​

أسباب التضخم

يمكن أن ينشأ التضخم من عدة عوامل، تُصنَّف عادةً إلى ثلاثة أنواع رئيسية:​

1.تضخم الطلب: يحدث عندما يتجاوز الطلب على السلع والخدمات قدرة الاقتصاد على إنتاجها، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. غالبًا ما يحدث هذا في الاقتصادات النامية حيث يمتلك المستهلكون دخلًا متاحًا أكبر.​

2.تضخم التكاليف: يحدث عندما ترتفع تكاليف الإنتاج، مما يدفع الشركات إلى زيادة الأسعار للحفاظ على هوامش الربح. تشمل العوامل المساهمة في ذلك ارتفاع الأجور، وزيادة تكاليف المواد الخام، واضطرابات سلاسل التوريد.​

3.التضخم المدمج: يُعرف أيضًا بتضخم الأجور والأسعار، ويحدث عندما يطالب العمال بأجور أعلى للتكيف مع زيادة تكاليف المعيشة. قد تنقل الشركات هذه التكاليف المتزايدة إلى المستهلكين من خلال رفع الأسعار، مما يخلق دورة مستمرة من التضخم.​

قياس التضخم

يُقاس التضخم عادةً باستخدام مؤشرات الأسعار التي تتبع التغير المتوسط مع مرور الوقت في الأسعار التي يدفعها المستهلكون لسلة من السلع والخدمات. من بين المؤشرات الأكثر استخدامًا :

1.مؤشر أسعار المستهلك (CPI): يعكس التغير المتوسط مع مرور الوقت في الأسعار التي يدفعها المستهلكون في المناطق الحضرية لسلة من السلع والخدمات الاستهلاكية.​

2.مؤشر أسعار المنتجين (PPI): يقيس التغيرات في أسعار السلع على مستوى الجملة، قبل وصولها إلى المستهلكين.​

تأثيرات التضخم

يؤثر التضخم على الاقتصاد والأفراد بطرق مختلفة:​

1.تآكل القوة الشرائية: مع ارتفاع الأسعار، تنخفض القيمة الحقيقية للنقود، مما يعني أن المستهلكين يمكنهم شراء كميات أقل من السلع والخدمات بنفس المبلغ من المال.​

2.إعادة توزيع الدخل: يمكن أن يؤثر التضخم بشكل غير متناسب على الأفراد ذوي الدخل الثابت، حيث تتضاءل قوتهم الشرائية. بالمقابل، قد يستفيد المقترضون، حيث يسددون ديونهم بأموال أقل قيمة مما كانت عليه عند الاقتراض.​

3.عدم اليقين الاقتصادي: يمكن أن يؤدي التضخم المرتفع وغير المتوقع إلى عدم اليقين بين الشركات والمستهلكين، مما قد يعيق الاستثمار والادخار، ويبطئ النمو الاقتصادي.​

اتجاهات التضخم الحالية

اعتبارًا من مارس 2025، تتفاوت معدلات التضخم عالميًا. في الولايات المتحدة، بلغ معدل التضخم 2.8%، مما يعكس زيادة بنسبة 0.2% خلال 12 شهرًا المنتهية في فبراير 2025. في المملكة المتحدة، انخفض التضخم قليلاً إلى 2.8% في فبراير من 3% في يناير. تسلط هذه التقلبات الضوء على العوامل المعقدة التي تؤثر على التضخم، بما في ذلك السياسات النقدية، ومشكلات سلاسل التوريد، والأحداث العالمية.​

إدارة التضخم

تستخدم البنوك المركزية والحكومات استراتيجيات مختلفة للتحكم في التضخم:​

1.السياسة النقدية: تعديل أسعار الفائدة للتأثير على الاقتراض والإنفاق. يمكن أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى تقليل الإنفاق وإبطاء التضخم، في حين أن الأسعار المنخفضة يمكن أن تحفز الإنفاق ولكن قد تزيد التضخم.​

2.السياسة المالية: تنفيذ سياسات ضريبية وإنفاق حكومي للتأثير على النشاط الاقتصادي. يمكن أن يساعد تقليل الإنفاق الحكومي أو زيادة الضرائب في تهدئة اقتصاد محموم.​

3.سياسات جانب العرض: تعزيز الإنتاجية والكفاءة في الاقتصاد لزيادة العرض، وبالتالي التخفيف من ارتفاع الأسعار.​

فهم التضخم أمر ضروري لاتخاذ قرارات مالية مستنيرة، حيث يؤثر على كل شيء من تكلفة المعيشة إلى أسعار الفائدة على القروض والادخار. البقاء على اطلاع على اتجاهات التضخم يساعد الأفراد والشركات على التنقل بشكل أكثر فعالية في المشهد الاقتصادي.​